*

لقد تم النصف الأول من خطتي و الذي يقتضي بطرد أوسانا، لن تستطيع العودة حتى الفصل الدراسي الثاني و أيضا لإجتياز إختبارات الفصل الأول بعد أسبوعين.


النصف الثاني من خطتي يتمثل في كيفية إبعاد كل الفتيات عن شارلن سينباي و محاولة خلق جو لنا نحن الإثنان لأستجمع شجاعتي و أعترف له، حسنا لدي فقط ثلاثة أسابيع لا أكثر!


بدأت يومي كالعادة ،إستيقظت على الساعة السابعة صباحا رتبت نفسي و صففت شعري إرتديت زيي المدرسي و هو عبارة عن قميص ياقته زرقاء و تنورة قصيرة زرقاء تصل تقريبا إلى ركبتاي و أخذت حقيبتي السوداء المفضلة التي لديها يد واحدة.


نزلت من الدرج إلى المطبخ لأرى ملاحظة فوق المائدة، لابد أنها من أمي، أمسكتها و قرأت محتواها.


"عزيزتي أيانو لقد تحسنت حالتي قليلا لذلك قررت زيارة إبنة عمي و المكوث عندها بعض الوقت فهي متعبة بعد ولادتها الأخيرة، الطعام في الثلاجة و لا تستعملي المايكرويف فهو معطل، أحبك.. أمك"


إنتهيت من قراءة الرسالة و خرجت من المنزل بدون أن أتناول الفطور لم أكن جائعة، بدأت بالمشي في الطريق إلى المدرسة حتى رأيت سينباي يخرج من إحدى المنازل المجاورة لنا، يا إلهي لم أكن أعلم أنه قاطن في نفس حيينا!


كان ظريفا و هو يجري فقد كان مشغولا ربما، إلتقطت هاتفي و قمت بتصويره بعدما إختبأت وراء عمود الإنارة، إنه رائع... بدأت أتلذذ مفاتنه حتى نسيت أمر المدرسة.


أسرعت في الركض إليها لكي لا أتأخر أتعرض للتوبيخ، و بعد دقائق من الركض وصلت للمدرسة و أسرعت في الدخول قبل أن يغلق الباب.


كنت أريد الذهاب إلى الحمام فقررت الدخول من الباب الخلفي فهو بجانب الحمام و الدرج المؤدي لصفنا، نظرت للساعة و قد تبقت عشر دقائق لبدأ الحصة الأولى فقلت في نفسي : "حسنا مازات لدي بعض الوقت"


ركضت بسرعة إلى الباب الخلفي للبناء الأول و الذي كان بجانب ملعب التربية البدنية، و لكن عند وصولي إلتقيت بعصابة غريبة.


لم أعرهم أي إهتمام فواصلت طريقي و لكن أحدهم إعترضني كانت تعلو وجهه إبتسامة قذرة، طلبت منه ببرود:"عذرا هل يمكنك الإبتعاد، سأتأخر"


لكنه استمر في الضحك و قال: "هاي شباب أليست هذه البنت جميلة؟ "


إلتفت أعناقهم كلها إلي و أحاطوا بي، كانوا خمسة أفراد، فقال أحدهم: "بالفعل،لنعبث معها قليلاً " و بدأ في الضحك.


كنت خائفة و لم أرف ماذا أفعل، فقام أحدهم بشدي وقال: "تعالي يا حلوة"، ثم دفعني إلى فرد آخر و بدأوا في دفعي و شدي من ملابسي و شعري حتى أسقطني أحدهم و بدأوا في ركلي.


كان الألم يسري في كل جسدي حتى أني لم أستطع الصراخ و طلب النجدة، و مرت ثواني حتى رأتنا أستاذة التربية البدنية و صرخت عليهم و هي تركض بإتجاهنا :"هاي أنتم أيها الجانحون هل تسببون المشاكل مجددا"


فنظروا إليها و قال أحدهم: "مشكلة لنهرب! ".


و بدأوا في في الهرب و أنا مرمية في الارض لا أحرك ساكنا و الكدمات في أرجلي، جاءت الأستاذة لتطمأن علي و قالت بغضب: "اؤلئك الجانحون! لقد ضقت ذرعا منهم، اسمعي فلتذهبي إلى مكتب الناظرة و لتشتكي لها ثم عودي للمنزل كي ترتاحي"


أومأت لها برأسي بعدما ساعدتني في النهوض و طلبت من طالبة كانت تمشي مع صديقتها أن توصلني للناظرة، لكني رفضت و أخبرتها أنني يمكنني المشي وحدي.


بعدها مضيت في طريقي و أنا أضحك ضحكات خفيفة كالمجنونة، "سوف يندمون! ".


قلتها في نفسي بعدما ضربت الحائط بقبضتي و أنا أضع يدي الثانية في معدتي التي كانت تؤلمني، ليخرج بعض الدم من فمي و أقوم بعدها بمسحه بواسطة إبهام الأيمن و لعقه بعدها لأتلذذ بطعم الدم.



*

وصلت لمكتب الناظرة لأبلغ عن تلك العصابة أو كما يدعون "الجانحون"، دخلت إليها بعدها نظرت إلي بوجه مذعور و هي تقول: "مالذي حدث لك! "


جلست فوق المقعد و أعطتني كوب ماء ثم قصصت عليها ما جرى و قد أخبرتها أنها ليست المرة الأولى، فجلست في مكتبها و غطت وجهها بكفيها ثم قالت: "لقد بلغ السيل الزبى مع هؤلاء الجانحون، هذه ثاني شكوى منهم".


ثم سألتها مدعية اللطافة: "و لكن مالعمل؟ إنهم لا ينفكون مني و يستمرون في مضايقتي؟ "


"لا أستطيع فعل شيء الآن سوى حجزهم، و لكن إذا تكررت الشكوى منهم ثلاث مرات إضافية فيمكنني حينا فعل ما أريد، الآن إذهبي و خذي إذنا للخروج و عودي للمنزل كي ترتاحي"


و عندما أجابتني بذلك جاءتني فكرة جهنمية في رأسي، و عدت للمنزل بعد أخذ إذن بالخروج و عند وصولي أغلقت الباب و إستسلمت لوزن جسمي و إتكأت على الحائط و أنا أضحك بهيستيريا لمدى روعة فكرتي.


بعدها أحضرت علبة الإسعافات الأولية لأعالج التورمات في رجلاي و لكني أحضرت سكينا من المطبخ و بدأت في جرح التورمات لكي ينزف الدم منها و كنت بين تارة و أخرى ألعق الدم الذي كان يخرج من التورمات في السكين.


لا تقلقوا فأنا متعودة على مثل هذه الأمور المجنونة، بعدها أخذت حماما ساخنا و ضمدت جراحي ثم غيرت ملابسي ثم بدأت برؤية صورة سينباي الجميلة و أنا أتلذذ بها، و بعدها إستسلمت للنوم.


في الصباح التالي خرجت من المنزل باكرا بعدما جهزت نفسي و أرسلت رسالة إلى إينفو شان أخبرتها فيها أن تلاقيني عند الإستراحة في غرفة الطباعة.


بعدها مرت الحصص الصباحية بسرعة السلحفاة ثم رن جرس الحرية و بدأت الإستراحة، كنت نائمة حتى جاءت إحدى الفتيات لا أعلمها توقظني و تقول: "حان موعد الإستراحة أيانو"، و إبتسمت لي بعدما نهضت و شكرتها.


تذكرت إينفو شان و ذهبت للموقع المحدد و رأيتها تقرأ هناك أحد الكتب، إستأذنت للدخول و رحبت بي، وضعت الكتاب فوق الطاولة ثم سألتني عن سبب إستدعائي لها، فقصصت لها ما حدث ثم أخبرتني ما دخلها في الأمر.


فأجبتها بلهجة مجنونة:" سوف نتخلص منهم كلهم و لن يتبقى منهم أحد و لن تطأ قدم أحد منهم هذه المدرسة ما دمت حية!"


ثم أكملت و قد عدت لشخصيتي الللطيفة:" إذا إينفو شان سوف تسدين لي خدمة و تتعاونين معي لطرد هؤلاء الجانحون."


قامت بكتف أيديها في أسفل صدرها و قالت: " و ما المقابل؟ أو بمعنى مقرب ماذا سأستفيد من هذا غير المشاكل"


"أنت تدينين لي بواحدة الا تذكرين؟ و أنت تغلمين العواقب، لكن لا تقلقي أنا طيبة جدا و سوف أعطيك مقابلا هذه المرة. "


قالت لي و هي تضع إصبعها الأوسط و سبابتها في نظاراتها :"مثير للإهتمام، إذا قبلت بالعرض ما هي خطتك سيدة أيانو؟ "


"خطرت لي بعدما أخبرتني الناظرة أنه سيتم طردهم إذا حصلوا على ثلاثة إنذارات أخرى، و إذا يجب علينا إفتعال المشاكل معهم. "


" لكن كاميرات المراقبة ستلحظ أننا نحن من بدأ بالمشاكل."


"و من قال لكِ أننا سنذهب لهم، سوف نفتعل مشاكل معهم دون التورط معهم في القتال المباشر. "َ


"ماذا تعنين؟ "


" ستفهمين عمت قريب، و الآن إذهبي و إفتحي حاسوبك و لتجهزي مقالا بعنوان (الطلاب يطالبون بطرد الجانحون) . "


"حسنا و مالتالي يا سيدة أيانو؟ "


" سأنضم لنادي التصوير لكي أتمكن من أخذ كاميرا النادي و سوف تقومين بتصويرهم عندما يتعدون علي و ستقومين بنشر الصور في الصحيفة، ثم سيغضب الطلاب و سيطالبون بطردهم "


" أنت ذكية سيدة أيانو و لكن كيف ستحثلين على إنذار ثالث لهم؟ "


" لا تتعجلي، قومي بما أمرتك به ثم سننتقل للخطوة التالية"


" حسنا لكن لا تتهوري و تقتلي أحدهم و إلا سيكشف أمرنا"


" لماذا؟ .... حسنا سأتمالك نفسي هذه المرة"


"مهلا هل كنت فعلا ستقتلين أحدهم ! "


قلت بإبتسامة مجنونة: "ماذا كن تنتظرين من شخص بحالتي إينفو تشان"


" أنت فعلا مختلة عقليا.. "

.

.

.

يتبع...



*

انتهيت من شرح خطتي لإينفو تشان، تركتها لتقوم بدورها بينما أذهب إلى نادي التصوير، لا أحب النوادي و لم أنظم إلى أي واحد في حياتي لأنها كانا بالنسبة لي مضيعة للوقت، ماذا سأستفيد من ممارسات أعمال و نشاطات تعود بالفائدة على المدرسة بينما لا أجني فلسا؟


وصلت إلى غرفة نادي التصوير، أخبرتهم أنني أريد الإنضمام و إستعارة الكاميرة لكنهم أخبروني أنني لن أتمكن من إستعارتها إلا بعد أسابيع من التدرب بها داخل النادي و عندها يمكنني إستعارتها.


رفضت عرضهم، ثم ذهبت و أنا أعض أظافري يا إلهي ماذا سأفعل الآن! عدت إلى إينفو تشان لأستشيرها، جلست في كرسي و أخبرتها ما حدث، فلبثت تفكر قليلت ثم إقترحت تغيير الخطة فلقد جاءتها فكرة أخرى ، فلم يكن لدي خيار إلا الإستماع لها.


"أيانو ما رأيك أن تنظمي للمجموعة الجانحون، لكن لن تنضمي إليها فعليا."


"ماذا تقصدين؟ أنا لم أفهمك جيدا."


"ماذا لو قمت بأعمال شغب عديدة ثم عندما يتم القبض عليك أخبريهم أن الجانحون قاموا بتهديدك و طلبوا منك الإنضمام لهم و سوف يتركونك."


"خطة جيدة لكن ماذا لو تم كشفي؟ سيشكون في إذا قمت بنفس الخطأ مرتين. "


"لا تقلقي أخبريهم فقط أنهم عادوا لمضايقتك و هددوك مرة أخرى. "


كانت خطة لا تخلو تماما من العيوب لكنها كانت جيدة عموما، أومأت لها برأسي لكني لم أعلم أي نوع من المخالفات يجب علي القيام بها فسألتها عن ذلك.


" إينفو تشان"


"نعم، ماذا هناك؟"


" أي أعمال شغب سأقوم بها فأنا لا أعرف شيئا سوى القتل، هل تريدينني أن أقتل طالبا ثم أوجه أصابع الإتهام إليم؟ "


"أنت مخيفة... ليس ذلك بالضرورة، يمكنك أن تركزي على مخالفات بسيطة لن تهدر وقتك و ستعطيهم إنذارات كثيرة."


"ماذا؟ "


" أقصد أنه يمكننا فقط أن نركز على مخالفات بسيطة كإفساد العتاد المدرسي، أو سرقة شيء من طالب، لكن يجب أن تكون مقنعة، و لا نرهق أنفسنا بأشياء أكبر كالتعدي على أحد العمال أو القتل كما تقولين. "


"إذا ماذا سأفعل؟ "


"ستقومين بإفتعال ثلاثة مخالفات، الأولى ستكون إفساد نشاطات نادي، الثانية ستكون سرقة شيء من أملاك المدرسة و الأخيرة ستكون لصق تهمة بأحد الطلاب ثم تعترفين بخطئك."


"طيب! سأبدأ الآن. "


" إنتظري ! يجب أن تقومي بتهمة مرة كل يوم أو يومين كي لا يشكوا فيك"


" حسنا، الآن غدا سأبدأ، إذا كيف سأفسد نشاطات أحد النوادي؟ "


" لقد خططت لذلك مسبقا، ستنضمين لنادي المسرح ثم ستقومين بإفساد أحد أدوات و مستلزمات التمثيل. "


أومأت لها برأسي ثم ودعتها، عدت للصف أنتظر حتى تبدأ الحصة و أنا أطل من مكاني في آخر الصف بجانب النافذة على سينباي، إنه كالعادة في مكانه المعتاد، جالس عند النافورة يقرأ كتابا، كم هو جذاب لا أطيق صبرا كي أجعلك ملكي سينباي!



*

انتهيت من شرح خطتي لإينفو تشان، تركتها لتقوم بدورها بينما أذهب إلى نادي التصوير، لا أحب النوادي و لم أنظم إلى أي واحد في حياتي لأنها كانا بالنسبة لي مضيعة للوقت، ماذا سأستفيد من ممارسات أعمال و نشاطات تعود بالفائدة على المدرسة بينما لا أجني فلسا؟


وصلت إلى غرفة نادي التصوير، أخبرتهم أنني أريد الإنضمام و إستعارة الكاميرة لكنهم أخبروني أنني لن أتمكن من إستعارتها إلا بعد أسابيع من التدرب بها داخل النادي و عندها يمكنني إستعارتها.


رفضت عرضهم، ثم ذهبت و أنا أعض أظافري يا إلهي ماذا سأفعل الآن! عدت إلى إينفو تشان لأستشيرها، جلست في كرسي و أخبرتها ما حدث، فلبثت تفكر قليلت ثم إقترحت تغيير الخطة فلقد جاءتها فكرة أخرى ، فلم يكن لدي خيار إلا الإستماع لها.


"أيانو ما رأيك أن تنظمي للمجموعة الجانحون، لكن لن تنضمي إليها فعليا."


"ماذا تقصدين؟ أنا لم أفهمك جيدا."


"ماذا لو قمت بأعمال شغب عديدة ثم عندما يتم القبض عليك أخبريهم أن الجانحون قاموا بتهديدك و طلبوا منك الإنضمام لهم و سوف يتركونك."


"خطة جيدة لكن ماذا لو تم كشفي؟ سيشكون في إذا قمت بنفس الخطأ مرتين. "


"لا تقلقي أخبريهم فقط أنهم عادوا لمضايقتك و هددوك مرة أخرى. "


كانت خطة لا تخلو تماما من العيوب لكنها كانت جيدة عموما، أومأت لها برأسي لكني لم أعلم أي نوع من المخالفات يجب علي القيام بها فسألتها عن ذلك.


" إينفو تشان"


"نعم، ماذا هناك؟"


" أي أعمال شغب سأقوم بها فأنا لا أعرف شيئا سوى القتل، هل تريدينني أن أقتل طالبا ثم أوجه أصابع الإتهام إليم؟ "


"أنت مخيفة... ليس ذلك بالضرورة، يمكنك أن تركزي على مخالفات بسيطة لن تهدر وقتك و ستعطيهم إنذارات كثيرة."


"ماذا؟ "


" أقصد أنه يمكننا فقط أن نركز على مخالفات بسيطة كإفساد العتاد المدرسي، أو سرقة شيء من طالب، لكن يجب أن تكون مقنعة، و لا نرهق أنفسنا بأشياء أكبر كالتعدي على أحد العمال أو القتل كما تقولين. "


"إذا ماذا سأفعل؟ "


"ستقومين بإفتعال ثلاثة مخالفات، الأولى ستكون إفساد نشاطات نادي، الثانية ستكون سرقة شيء من أملاك المدرسة و الأخيرة ستكون لصق تهمة بأحد الطلاب ثم تعترفين بخطئك."


"طيب! سأبدأ الآن. "


" إنتظري ! يجب أن تقومي بتهمة مرة كل يوم أو يومين كي لا يشكوا فيك"


" حسنا، الآن غدا سأبدأ، إذا كيف سأفسد نشاطات أحد النوادي؟ "


" لقد خططت لذلك مسبقا، ستنضمين لنادي المسرح ثم ستقومين بإفساد أحد أدوات و مستلزمات التمثيل. "


أومأت لها برأسي ثم ودعتها، عدت للصف أنتظر حتى تبدأ الحصة و أنا أطل من مكاني في آخر الصف بجانب النافذة على سينباي، إنه كالعادة في مكانه المعتاد، جالس عند النافورة يقرأ كتابا، كم هو جذاب لا أطيق صبرا كي أجعلك ملكي سينباي!



*

في اليوم التالي...


بدأت يومي كالمعتاد، نفس الروتين يتكرر دائما، أطفأت المنبه الذي كان يرن و إستيقظت الساعة السابعة و الربع، قمت بترتيب المنزل بما أن أمي ليست هنا لا أعلم متى ستعود، لم يكن هناك الكثير من الأعمال رتبت غرفتي و مازال المطبخ فقط، فهما الغرفتان الوحيدتان اللتان ألِجهما.


إنتهيت من ترتيب غرفتي، إرتديت ملابسي و غسلت أسناني و نظمت حقيبتي، نظرت إلى ساعة يدي لأرى أنها السابعة و النصف، نزلت في الدرج نحو المطبخ لأتناول الفطور، لم أجد شيئا يذكر فإكتفيت ببعض الرقائق مع الحليب.


أنهيت فطوري بسرعة و نظفت المطبخ، أنعيت كل شيء، لبست حقيبتي و خرجت من المنزل منظرة الباص المتجه نحو المدرسة.


وصلت للمدرسة بعد مدة و قد دخلت الصف و أنا متعبة، رددت التحية على بعض الفتيات و جلست متعبة فوق مقعدي لأضع رأسي لكي أنام قليلا لكن الجرس قد رن، تبا!


دخل الأستاذ و بدأ الدرس، كان يوم الإثنين و قد كان لدينا حصة في الكيمياء، يا إلهي، مرت الحصص بسرعة السلحفاة أو أبطئ ليرن جرس الحرية و تبدأ الإستراحة، تذكرت كلام إينفو تشان فذهبت لنادي التمثيل بعدما كتبت طلبا للإنضمام إليه.


وصلت إلى غرفة النادي و سألت عن مكان المسؤول، فذهبت إليه و أعطيته طلب التسجيل فوافق، أخبرني أن لديهم تدريب لمسرحية في المساء و يحتاج لمساعدة فطلب مني القدوم، وافقت على ذلك فهذه أفضل فرصة.


عدت بعدها للصف و مررت قبلها بآلة بيع المشروبات لأشتري قارورة مياه غازية فلم يكن لدي ما يكفي، فوجئت بعدها بأحد مد يده إلي و أعطاني واحدة، نظرت إلى وجهه لأرى أنه سينباي، يا إلهي!


قالت بإبتسامة تشق وجهه:"عذرا... تفضلي"


و مد يده إلي لأمسكها و تحمر وجنتاي و أقول له بتوتر :"شـ.. شكرا لك! .. "


بقي كلانا في صمت محرج ينظر إلى الأرض حتى كاد يقول شيئا لكني خجلت و قلت له :"عفوا علي الذهاب!.. أ... أراك لاحقا! "


و ركضت بعدها تاركة إياه، وصلت للصف أحاول تدارك ما حدث، هل أنا في حلم فليقرصني أحدهم، لا! إنه حلم جميل، بل حلم حقيقي جميل.


أمسكت القارورة الباردة و أنا أمسح بها وجهي، إنها هدية من سينباي سأحافظ عليها لكن الآن سأشربها ليصبح سينباي جزءً مني، فتحت القارورة لتصدر صوتا، كانت تقترب من فوهة فمي لتنزل إلى معدتي حتى أحسست بدفأ في يدي رغم برودة القارورة.


نشرت إليها لأرى القارورة غير موجودة لأقف بعدها بذعر و أرى بعدها أستاذة الأحياء تمسك بها و تقول :"عذرا سيدة تاماكي الشرب أو الأكل أثناء الحصة ممنوع. "


نظرت إلى الصف لأرى الكل ينظر إلي، لقد إنغمست في أحلامي الوردية حتي نسيت أن الحصة قد بدأت، إعتذرت من الأستاذة و طلبت منها أن تعيدها لي لكنها رفضت، بقيت أترجاها حتى تعيدها إلي حتى إنهارت و صرخت علي بكلمة لا.


جلست في مكاني و ذهبت لتكمل الحصة و وضعت القارورة في حقيبتها، و أنا أشد على تنورتي بغصب فتنزل دمعة على فخذاي المكشوفان، كيف تجرؤ و تلمسها إنها من سينباي!


لكن صبرا فسترى ما سيحدث لها، علت وجهي إبتسامة مخيفة، نعم إنه هدوء ما قبل العاصفة أو بالأصح الهول الذي سيأتي.


إنتهت حصة الأحياء و ذهبت الأستاذة لصف آخر، و تتالت الحصص حتى إنتهى الدوام، سألني بعض الفتيات إذا أردت أن أرافقهم لكني رفضت متحججة بأن لدي عمل مهم أقوم به، ذهبت إلى الحمام إنتظرت جميع التلاميذ أن يخرجوا حتى أبدأ إنتقامي.


كانت أستاذة الأحياء آخر من يخرج من المدرسة، فهي تعود لإرجاع أدوات التشريح إلى مخبر العلوم المتواجد في آخر الرواق العلوي، و هذا من حسن حظي، انتظرتها حتى تذهب إلى المخبر و تبعتها خفية، و ما إن وصلت إلى المخبر حتى فتحت قفل الباب و دخلت لتضع الأدوات، إنتهت و خرجت لتقفل قفل الباب، فتفاجأت عندما رأتني واقفة وراءها ناكسة رأسي.


كانت يداي وراء ظهري، كنت مرتدية قفازات و كنت ممسكة بمقص بيدي اليسرى، تنفست الصعداء لتهدأ من روعها و تقول :"اوه هذا أنت سيدة تاماكي، ما بك لقد أفزعتني، لماذا أنت هنا، هل هذا من أجل مشروبك؟ تفضلي هذا ثمنه"


مدت إلي يدها اليسرى التي بها النقود التي أخرجتها من جيبها لأصفعها بيدي اليمنى و تسقط النقود، قالت بنوبة غضب و هي تجهز كفها لتضربني:"أنت! أيتها الوقحة! "


كانت ستصفعني حتى أمسكت كفها بيدي اليمنى بقوة، فحاولت الإفلات حتى أفلتت و قالت :"يالوقاحتك! لقد أشفقت عليك سيدة أيانو لكنك رددتي معروفي بتصرف وقح منك! "


قالت لتدير ظهرها و تذهب، حتى تبعتها ببطئ َو أنا ممسكة بالمقص لتنظر لي و ترى المقص، و تعود إلي لتمسك بيدي اليمنى بقوة و تقول:"ماذا تفعلين بهذا المقص؟ هل قمت بسرقته! هل سرقت هذه القفازات أيضا! هذا يستدعي إلى عقوبة هيا أعطيني إياه! ألم تسمعيني أعطيه لي! "


بدأت تحاول نزعه مني لكنها كل مرة كانت تلاقي مني الرفض، حتى سئمت و ذهبت لتقول:" إنتظري غدا و سوف ترين ماذا سيحل بك! "


قالت لتذهب و أبدأ بالضحك لتستدير لي بملامح تقزز لترى ملامحي المخيفة، لأجري وراءها ممسكة المقص لتتحول ملامحها إلى الذعر و الخوف و تحاول الهروب لكنها تعثرت في الدرج لتسقط و لا تستطيع النهوض، و تنظر إلي بخوف و هي تحاول التراجع و أنا أقدم حتى يوقفها الحائط، بدأت تقول مترجية إياي:" أرجوك سامحيني! خذي، يمكنك أخذ جميع أموالي لكن لا تفعلي ما أفكر به، أنا أترجاك! "


قالت لأبدأ بالضحك بهيستيريا و تبدأ تضحك معي ظانة أنه مقلب حتى تحولت ملامحي إلى الجدية و قمت أقترب منها لأغرس المقص فيها و هي تترجاني و تحاولي منعي بذراعيها لكني بدأت أطعنها طعنة تلو الأخرى، و هي تصرخ من الألم، حتى تغاشت من كثرة الدم الذي فقدته و الذي غرقت فيه، لأنهض ألعق بعدها المقص و أنا أبتسم و أتلذذ طعم الدم.


في اليوم التالي ،جاءت الشرطة و أغلقت الرواق العلوي بعدما وجدوا أستاذة الأحياء مقتولة بعشرين طعنة مع شرايين يد يمنى مذبوحة و في ذراعها عبارة "Don't touch him" مكتوبة ، و ذاع خبر قتل الأستاذة بين الطلاب، "إنها الضحية الثانية له"، "لقد سمعت أن أحد التلاميذ وراء هذا أنا خائفة!"، "يقولون أن هذا القاتل المتسلل يقتل الفتيات فقط! "، "أيعقل أنها تلميذة تقتل كل من يعبث مع حبيبها" ، كل تلك الإشاعات إنتشرت كالوباء و طبعا كل الإجابات ستكون عند صحيفة المدرسة.


كنت جالسة مع إينفو تشان في غرفة الطباعة نتناول الغداء حتى قالت لي :"أيانو يجب عليك أن تتوقفي عن قتل كل من يضايقك سوف يشكون بك، كما أن الشرطة بدأت بعمل دوريات مراقبة من أجل التحقيق و سيشكون بك لذلك توخي الحذر"


"لا تقلقي لن يكتشفوا أمري، أنا أقوم بمسح كل الأدلة من موقع الجريمة"


"بكن لماذا كتبتي تلك العبارة في ذراعها، ربما سيعرفون أن القاتل فتاة!"


"إنه مجرد تحذير لإرهاب التلاميذ، المهم أنا ذاهبة نادي المسرح يحتاجني، وداعا إينفو تشان! "


"ود.. وداعا... "



*

إنتهيت من التكلم مع إينفو تشان و ذهبت بعدها مباشرة إلى غرفة النادي، عندما وصلت أخبرني أحد الأعضاء أن أساعدهم في تجهيز خشبة المسرح للتدريب، لم يكن هناك الكثير من الأعضاء كما ظننت، ذهبت إلى الخشبة و سألت أحد الأشخاص الواقفين: "عذرا أنا عضوة جديدة، أخبروني أن هناك مسرحية ستقام و علي مساعدتكم في تجهيزها، كيف يمكنني مساعدتكم؟ "


قالت تلك الفتاة التي سألتها و هي تحمل فرشاة تلوين كبيرة مع بعض الأفراد الآخرين، يبدو أنهم يضعون اللمسات الأخيرة على إحدى الخلفيات : "أوه، حسنا يمكنكي مساعدتنا في طلي الجدار يبدو أن دلو الطلاء سينتهي، إذهبي إلى غرفة الأدوات بجانب الحمام و أحضري لنا فرشاة جديدة و دلو طلاء باللون الأحمر"


اومأت لها برأسي قبل أن أذهب إلى المكان المقصود لإحضار الأدوات، وصلت للغرفة و قد وجدت رفًا فيه دلاء الطلاء، نعم إنها فرصتي!


وضعت يدي في الرف و بدأت أسقط الدلو تلو الآخر، حتى إنتهت كل الدلاء في الرف و تصبح ملابسي كلها ملطخة، نظرت للأسفل لأرى دلو طلاء أحمر كما أخبرتني تلك الفتاة نعم إنه لوني المفضل لون الدماء، خطرت لي فكرة جهنمية فأمسكت بالدلو و رحت أمشي ببطئ إلى تلك الفتاة.


عندما وصلت إلتفتت كل الأعناق في إتجاهي و أنا ملطخة، جاءت تلك الفتاة لتقول لي بذعر :"أيانو سان ماذا حدث لك و أين هي الفرشاة ؟! "


أجبهتها و قد عادت ملامحي إلى اللطافة:"لا شيء، فقط فتشت عن اللون الصحيح في جميع الدلاء و لم أجده، حتى رأيته في الزاوية، بالمناسبة تفضلي طلاءك"


فتحت غطاء الدلو و صنعت إبتسامة في وجهي و رميته عليها لأبدأ بالضحك و تسقط هي جاثية في الأرض لتستوعب ماذا حدث لها بعدما إجتمع أغلب الطلاب حولها ، لتصرخ بعدها بقوة :"شعري! أنظري ماذا فعلت به! آه شعري الجميل! "


أدرت ظهري لها و توجهت إلى خشبة المسرح لأنظر إلى تلك الخلفية التي قاموا برسمها من أجل المسرحية لأقول :"مذهلة! ترى كم إستغرقتم في رسمها، على أية حال لن أحتاج إلى الجواب لأنها ستفسد و ترسم واحدة أجمل منها ربما"


ليقول أحد الطلاب بهرع:"لا! أنت لا تعلمين كم إستغرقنا في صنعها توقفي! "


لكني بدل ذلك رميت ما تبقى من طلاء الدلو عليها لتتشكل لنا تحفة فنية جديدة من صنعي، لبثت مليا أنظر إليها لأسقط الدلو و أذهب لألمس تلك الخلفية الجديدة التي تشكلت، إنها باللون الأحمر، لوني المفضل.


.

.

.



*

بعدما سببت المشاكل تعلمون ماذا حدث، لقد تم أخذي إلى مكتب الناظرة بعدما تم طردي من النادي و الإبلاغ عني، كنت جالسة عند مكتبة الناظرة و قد كنت ملطخة بالكامل بالطلاء.


بقيت تنظر إلي ثم وضعت كف يدها في جبهتها و إستادرت إلى الجدار ثم إستادرت لي مجددا و قالت :"سيدة أيانو هل يمكنك أن تشرحي لي ماذا حدث و تعطيني عذرا لكي لا ألمس ملفك؟ "


قلت مدعية الخوف و الذعر بعدما أخفضت رأسي: "ذلك... أنا... لا... أنا لا أستطيع أن أخبرك لأنهم سيكتشفون الأمر و يضايقونني مجددا! "


نظرت إلى بإستغراب ثم قالت: "ماذا تقصدين بكلامك و من سيضايقك؟ "


"حسنا... لا أستطيع... "


"سيدة أيانو أخبريني لن يحدث لك شيء أعدك. "


رفعت وجهي الذي كانت تظهر عليه علامات بكاء خفيفة و قلت: "هل... هل تعيدينني بذلك؟ "


"طالما أنا هنا لن يصيبك. مكروه و الآن أخبريني بكل شيء "


بعدها بدأت أسرد لها القصة التي إختلقتها أنا و إينفو تشان و حول كيف قامت تلك العصابة بتهديدي، إنتهيت من الكلام ثم نهضت الناظرة من كرسيها و وضعت يدها في ذقنها و هي تفكر في شيء تقوله:" حسنا، يجب أن نتصرف بشأنهم و لقد أحسنت عملا بإخباري بالحقيقة دون خوف، هذا يستحق شجاعة كبيرة المهم، لا يمكنني فعل شيء حتى الآن إلا أن أضع لهم إبلاغين واحد من أجل التعدي على الطلاب و الثاني من أجل كونهم طرفا في إعاقة نشاطات نادي، ليرتفع عدد ابلاغاتهم إلى أربعة، و يتبقى لهم فرصة واحدة فقط أو يطردون"


"لكن ماذا أفعل الآن؟ سيعودون لمضايقتي قريبا"


" حاليا تجنبيهم قدر المستطاع و إذا تمت مضايقتك مجددا عودي إلي و سأخلص المدرسة منهم، و الآن أحتاج منك التوقيع في هذه الابلاغات بعدها عودي للمنزل، فلقد إنتهت أنشطة النوادي"


أومأت لها رأسي و قد وقعت في تلك الأوراق و إنصرفت عائدة للمنزل و إبتسامة النصر لا تفارقني، و الآن لقد ضربت عصفورين بحجر واحدة و الآن علي الإنتطار من أجل الخطوة الأخيرة.



*

في اليوم التالي، كنت في الصف أتأمل من النافذة في الباحة و تلك النافورة التي يجلس فيها سينباي يقرأ كتابه.


انتهى اليوم بدون شيء يذكر فلا خطط مهمة لي حول خطتنا أنا و إينفو تشان، لذلك عدت للمنزل لكي أنام.


غدا هو آخر أيام الأسبوع الدراسي و بعده عطلة نهاية الأسبوع، أفكر في أن أخرج للتسوق، فكرة جيدة.


جاء اليوم الذي بعده و قد ذهبت إلى المدرسة كالمعتاد، رن جرس إستراحة الظهيرة فذهبت إلى غرفة إينفو تشان.


دخلت لنتبادل كلمات الترحيب، لأجلس فوق كرسي بجانب النافذة بينما كانت هي تطبع بعض الأوراق.


"ماذا تحتاجين أيانو، أنا مشغولة؟ "


"اوه كم أنت مملة إينفو تشان، هل يجب أن يكون هناك سبب محدد لمجيئي؟ "


"بسرعة أيانو لا وقت لدي للمزاح، علي كتابة مقالين قبل نهاية اليوم. "


"حسنا حسنا، إذا ماذا علي فعله الآن؟ "


"عن ماذا تتحدثين؟ "


"عن الخطة، أنسيتي؟ "


" اوه لقد تذكرت، بالمناسبة لقد كتبت مقالاً البارحة حول طردهم، و سوف أنشره كعنوان رئيسي في الجريدة الأسبوع القادم، يجب عليك أن تطرديهم اليوم. "


"أنت رائعة كالعادة إينفو تشان، أخبرني الآن عن الخطوة التالية. "


"تسللس إلى مكتب أحد الأساتذة من صف تلك العصابة ثم خذي ملف النقاط و العلامات، بالطبع سترصدك الكاميرا و حين يتم إمساكك أخبريهم أنهم هددوك و طلبوا منك تزوير علاماتهم"


"لك ذلك إينفو تشان، أراكِ لاحقا!"


ودعتها لأذهب إلى غرفة الأساتذة، يذهب الأساتذة في الأغلب إلى غرف النوادي المسؤولين عنها لكي يتحققوا من أي مشاكل، لذلك لن يكون هناك الكثير منهم في المكتب.


وصلت إلى الغرفة التي كانت بجانب مكتب المشرفات، نزلت للأسفل لكي لا يراني أحد من الزجاج بينما أتجه نحو الباب.


نظرت من الباب بحذر لألحظ وجود ثلاثة أساتذة بجانب آلة القهوة، حسناً يمكنني الآن الذهاب و أخذ الملف بسرعة.


فتحت الباب ببطئ لكي لا يصدر صوتاً، دخلت بينما أنا منخفضة لأختبأ بسرعة تحت أقرب مكتب رأيته.


نظر أحد الأساتذة إلى الباب ليقول :"من هناك؟ لا أحد، لابد أن الباب إنفتح من تلقاء نفسه، حسناً عمّ كنا نتحدث... "


تنفست الصعداء لأنه لم يذهب لإغلاقه، بدأت أتسلل من مكتب إلى مكتب و من صف إلى صف حتى وصلت إلى مكتب الأستاذة المسؤولة عنهم، أستاذة الإنجليزية شيزوكو.


أقحمت يدي فوق المكتب لأفتش عن الدفتر ببطئ حتى أخطأت و أسقطت علبة أقلام الحبر، ليتدفق على مكتب الأستاذ نيكوما -أحد الأساتذة الحاضرين - و يفسد أوراقه.


ذهب إلى مكتبه ليرى ما حصل، لأنكمش في مكاني تحت المكتب و أعض إبهامي و أنا أدعو لـألا يلحظني.


نيكوما سينسي: "يا إلهي، أنظروا لقد تلطخت كل الملاحظات، علي كتابتها من جديد. "


أحد الأساتذة: "لا تقلق نيكوما سينسي، ليس لديك أحد يقلق عليك اذا تأخرت اليوم. "


أستاذ آخر: "صحيح صحيح، أنت أصبحت شيخا على الزواج، لا تحلم كثيراً"


نيكوما سينسي: "إخرسا! كم أنتم غبيان، لا أعلم كيف أصبحتما أستاذين أساسيين. "


بقوا يحدثون ضجة و قد خفّ قلقي، لكني لمحت قلماً بجانب كرسي المكتب، ياللورطة!


حاولت أن أمد ذراعي لأمسكه، لكنه لمحه و كنت سريعة في الإختباء قبل أن يراني.


إنحنى للأرض كي يمسكه و أنا أقول في نفسي أن أمي إنتهى، حتى صرخ أحد الأساتذة: "نيكوما أسرع لقد تعطلت ألة القهوة! "


"ماذا!! "


ذهب إلى تلك الألة بسرعة و قد نسي أمر القلم، تنهدت لأعيد يدي لأجلب الدفتر حتى أمسكته، وضعته بين ملابسي و عدت أدراجي لأخرج.


وصلت إلى الباب، نظرت للأساتذة لأجدهم ملتفين حول الألة، لم أكن متوترة لذلك وقفت و نظفت زيي من الغبار و أمسكت المقبض لأخرج، حتى سمعت صوت الاستاذ نيكوما "آيشي أيانو؟ "


.

.



*تجمدت في مكاني لأنني لم أعلم ماذا أفعل، ناداني عدة مرات بإسمي لكنني لم أرد حتى جاء إلي و وضع يده اليمني على كتفي، لألتفت له.


"آيشي ماذا تفعلين هنا، و منذ متى و أنت في الغرفة؟ "


تشتت إنتباهي للحظة حتى تذكرت قلم الحبر الذي حملته، فخطرت في بالي فكرة.


نظرت له لأصلح ملامحي و أقول: "اوه نيكوما سينسي، آسفة على التطفل و لكن هل رأيت شيزوكو سينسي؟ "


"شيزوكو سينسي؟ لا لماذا، ماذا تحتاجين من عندها؟ "


" في الحقيقة لقد أسقطت قلماً من محفظتها في آخر الحصة، لذلك كنت أظن أنها هنا. "


"هكذا إذا. "


"اوه، من الجيد أنك هنا، عندما تأتي فلتعطيها له"


" حسناً، عودي إلى صفك. "


" أستسمحك عذراً، وداعاً. "


خرجت من الغرفة بعدما تركته مشتت البال، سيكتشف الخدعة علي الذهاب إلى الصف بسرعة.


في مكان آخر:


نيكوما سينسي :"ما بال هذه الفتاة.. لحظة " نظر إلى قلم الحبر و تذكر ما قلته له:" لقد أسقطت قلماً من محفظتها في آخر الحصة".


نظر إلى مكتب شيزكو سينسي ثم قال بصراخ :" مهلاً لحظة، أنا أستاذ آيشي في الإنجليزية!"


لقد إكتشف الخطة و هرع بسرعة إلى صفي ليسترجع الدفتر الذي سرقته.


بينما كنت قد وصلت إلى الصف، و جلست في مقعدي و أخرجت الدفتر خلسة لكي لا يراه أحد.


حتى رأيت نيكوما سينسي عند الباب يلهث، لابد أنه كان يركض :"آيشي أيانو... أحتاجك للحظة "


في وقت لاحق بمكتب نفس الناظرة.


"اذا سيدة أيانو، ماذا حصل هذه المرة؟ "


شرحت لها ما حدث ثم نظرت إلي بإبتسامة و قالت :"حسناً، لقد نلنا منهم. "


وقعت كالعادة على تلك الإستمارات ثم تركت مكتب الناظرة و قد أخبرتني أنهم سيتم طردهم قبل الأسبوع القادم.


إبتسمت لها و إنحنيت، ثم خرجت بإبتسامة نصر مخيفة، و ذهبت نحو غرفة إينفو تشان.


دخلت إليها و أنا مبتسمة ثم أشرت لها بإبهامي كإشارة لنجاح المهمة، كانت تكتب كعادتها حتى نظرت إلي.


"هل تخلصتي منهم بهذه السرعة؟"


"نعم. "


"يا إلهي أنت لا يستهان بك. "


إتجهت نحو كرسي لأجلبه نحو إينفو تشان و أجلس عليه، و تنظر إلي بغرابة.


"ما الأمر أيانو؟ "


"إينفو تشان هل أنت متفرغة يوم الأحد؟ "


"لماذا، هل هناك أمر طارئ؟ "


"لا لقد كنت أفكر فقط أن نخرج و نتسوق قليلاً ثم نتناول الطعام. "


"حسب معلوماتي فأنت غير إجتماعية و تكره التجمعات و الصخب، و لماذا تدعينني إلى تناول طعام، هل أصبحت إجتماعية فجأة؟ "


"لا يا حمقاء، بالطبع أنا أكره هذه الأشياء التي قلتها لكنني أريد دعوتك لنتكلم حول خطتي أنا، الإتفاق الذي أبرمناه عل نسيتي؟ "


"حول سينباي؟ يمكنك فقط الذهاب إليه و الإعتراف له، و إذا رفضك فأنا لن أرغمه"


تسارع ضغط دمي بسبب إشتياظ غضبي مما قالته، فأمسكت قلم و وجهته نحو عنقها.


" هل تتذكرين ما قلته لي عندما إلتقينا أول مرة، لقد أخبرتني أنك ستجعلين سينباي لي إذا جعلت جريدتك مشهورة، و الآن هل لديك شيء لتقوليه؟ "


لم تبدي أية ردة فعل و إستدارت إلي لتقول: " في الحقيقة أخبرتك أنني سأعطيك طريقة لتجعلي سينباي ملكك، و الآن يا أيانو إذا أردت قتلي الأن فهيا، فلتجدي شخصاً أفضل مني ليساعدك"


قالت لنتبادل نظرات ثاقبة بيننا، لأضع القلم و أبتسم في وجهها و أقول بنبرة لطيفة :"يا إلهي إينفو تشان أنا أصبحت أنسى كثيراً، تعلمين أني لا أستطيع التخلي عنك و لكنك. تستعملين هذا دائما ضدي، كم أنت قاسية إينفو تشان ماذا كنت سأفعل من دونك، إذا هل ستقبلين دعوتي أنت تخاطرين بغداء مجاني"


"حسناً أنا موافقة، لكن لن أبقى أكثر من ساعة فأنا فتاة منشغلة"


"مرحى إينفو تشان سنحظى بوقت ممتع، أنا ذاهبة الآن"


قلت لأتقدم نحو الباب ثم أتوقف لحظات و أقول:" إينفو تشان لا تتركي لي الفرصة لأقتلك المرة القادمة، كان يمكنك أن تكوني ميتة الآن. "


"أنا لا أخاف الموت فأنا لست نادمة على شيء لأخسره"


"أنت تثيرين إعجابي كل مرة إينفو تشان، أنا راحلة الآن"


قلتها لأعود إلى صفي فالإستراحة ستنتهي و الحصة التالية ستبدأ بعد دقائق.


*

ظننت أن سينباي سيصبح ملكي أخيراً فقد تخلصت من كل ما يعرقلني الآن، و لكن بعد ذلك الأسبوع حدث ما لم يكن في الحسبان.


عدت إلى الصف و قد إنتهت الإستراحة عند وصولي، لكن كان الأستاذ لم يأتي بعد، ربما سيتأخر.


رأيت مجموعة من الفتيات يتكلمن، ذهبت إلى مقعدي و أخرجت أدوات الحصة حتى تكلمت إحدى الفتيات :"أوه تماكي، ماذا تفعلين؟ "


"ماذا؟.. أخرج دفتر الفيزياء، الحصة ستبدأ بعد دقائق. "


"ألم تسمعي؟ أستاذ الفيزياء لن يأتي اليوم، لقد تعرض إبنه لحادث مرور. "


"هكذا إذا، شكراً لك على تنبيهي."


"لا مشكلة، تماكي ما رأيك أن تنضمي لنا، لدينا متسع لمكان لشخص آخر"


"لا أعتذر، لدي عمل يجب أن أقوم به، شكراً على الدعوة على كل حال "


قلت لها بعدها رتبت أدواتي داخل حقيبتي، و حملتها لأذهب إلى المكتبة، علي البحث من أجل كتابة المقال الذي طلبته منا أستاذة اليابانية.


وصلت إلى المكتبة و قد إنتصبت لي مكاناً بجانب قسم الكتب و الموسوعات الجغرافية، و أحضرت كتاباً يتعلق بالموضوع الذي أبحث عنه و أخرجت دفتري لأدون ما أحتاج.


كان هناك معي في نفس القسم فتاة ترتدي نظارات جالسة في الخلف تقرأ كتابها في صمت، و هناك أيضا تلكما الفتاتان التي يتحدثان منذ مجيئي.


لم أعر أي واحدة منهن ذرة إنتباه، مرت حوالي نصف ساعة و قد إنتهيت من تدوين ملاحظاتي، رتبت أدواتي و ذهبت لأعيد الكتاب إلى مكانه.


بينما كنت أرجع الكتاب حدث و سمعت بعضاً من حديث تلكما الفتاتان، قالت الأولى التي كانت تمتلك شعراً أزرق طويلاً :" إسمعي يامي تشان، هل أنت متأكدة حول مشاعرك تجاه ذلك الفتى، أقصد تشارلن من السنة الثاني؟ "


نعم حدث و سمعت إسم سينباي و تجمدت في مكاني و وقع الكتاب من يدي، إلتفتت نفس الفتاة التي كانت تتكلم إلي و قالت :"ماذا حدث، هل أنت بخير؟ "


إستعدت وعيي و أمسكت الكتاب و قلت لها :" أوه، عذراً على الإزعاج لقد سقط مني فجأة. "


قلت لها بعدما عادت لتتكلم و أنا أحاول أن أقترب منهما لأسمع ما تقولانه.


أكملت ذات الشعر الأزرق:" هيا أخبريني. "


قالت صديقتها التي كان لها شعراً قصيراً ذو لون رمادي يميل للفضي قصيراً بنبرة خجولة :"ماذا... سينباي.... حسناً لا أعتقد أني جاهزة بعد"


"هيا يا فتاة، اذا ما العمل؟"


سكتت للحظات ثم أكملت :"لقد خطرت لي فكرة! انت في نادي الطبخ صحيح"


أومأت لها لتكمل "إذا فلتصنعي له بعض الكعك و أعطيها له مدعية أنك تريدين أراء الطلاب حول جودتها، و إذا أعجبته حاولي دعوته للانضمام بنادي الطبخ، ما رأيك؟ "


" أنت ذكية كعادتك يوسا تشان، إذ سأذهب الأن، وداعاً!"


ودعتها لتذهب راكضة فرحة بما ستفعله، اشتعلت في نفسي شرارة غضب جديدة، لقد ضقت ذرعاً من كل هذه المشاكل التي تعيقني، فقررت في نفسي أني سأتخلص من هذه الفتاة و اعترف لسينباي بحبي و أنهي كل شيء.



*

تتبعت تلك الفتاة بتخفي لكي لا تلحظني، كانت قد ذهبت إلى غرفة نادي الطبخ و لم يكن هناك أحد سواها، نعم تلك هي فرصتي المثالية، لكني نسيت حقيبتي في المكتبة و فيها ملابسي الإحتياطية و قفازاي و كل مستلزمات جرائمي، تبا لحظي العاثر.


أخذت مكاناً بجانب جدار الممر المقابل و بدأت أنظر إليها بإشمئزاز و هي تطبخ بسعادة و تغني بعض الألحان، و كلي شرٌ لأخنقها.


إنتهت من تحضير الكعك و أخذت الصينية لتقوم بتوزيع العينات على بعض الطلاب، خرجت راكضة نحو الممر الذي كنت فيه فتظاهرت أني أتمشى.


نظرت إلي و مدت نحوي الصينية و قالت :"عذراً يا آنسة، هل لديك بعض الوقت، أريد منك تذوق هذه العينات و إطلاعي عن رأيك."


أجبتها بإحترام مصطنع: "آسفة لكن معدتي تؤلمني الآن ربما المرة القادمة"


"اوه حسناً... إذا أعتذر لإزعاجك وداعاً " قالت، ثم ذهبت نحو الحديقة و في طريقها تعطي كل طالب عينة من كعكها المقرف ذاك، تعبتها إلى أن وصلت إلى النافورة حيث يجلس سينباي.


تقدمت نحوه بخجل و قالت :"عذرا... سينباي "


أغلق كتابه الذي كان يقرأه و أجابها :" نعم ماذا تحتاجين يا آنسة، كلي آذان صاغية"


"حسناً... لقد حضرت بعض الكعك في النادي و أنا... أنا... أنا أريد منك رأيك فيه!" ،قالت الأخيرة بتوتر و أنحنت و مدت إليه الصينية.


بدأ في الضحك ببراءة ثم قال :"هذا كل ما في الأمر، طبعاً فأنا أحب الكعك".


أخذ قطعة منه و أدخلها فمه و بدأ بمضغها، ليمتلأ خداه الورديان، نظر قليلاً للأرض ثم رفع رأسه إليها و قال :" لذيذة! هل يمكنني أخذ قطعة أخرى؟"


"اوه... طبعاً طبعاً! خذ قدر ما تشاء"، أعطته الصينية و بدأ في أكل كعكها حتى إنتهى.


نظرت إليه و قالت بحماس :"يمكنك المجيء إلى النادي في المساء! "


نظر إليها مستغرباً لتحمر وجنتاها و قالت :"أقصد... إذا أعجبتك، يمكنك القدوم في المساء إلى النادي لتناول المزيد"


"هل أنت متأكدة أنه لا مشكلة في ذلك؟ "


"لا لا! يمكنك الأكل قدر ما تريد، لا أحد يأكل ما تبقى من الطعام لذلك نرميه دائما، هذا أفضل من رميه"


"إذا كنت مصرة، سآتي قبل إغلاق نادي المدرسة بعشر دقائق، إنتظريني"


قال لها و هي غير مصدقة لما سمعته، أمسكت الصينية ثم إبتسمت في وجهه و رحلت.


في ناحية أخرى كنت أستشيظ غضباً مما حدث، كيف تجرؤ و تتكلم معه و لديها أيضا الشجاعة لتأمره.


ضربت الحائط بقبضتي ليحدث نزيف خفيف، تمالكت نفسي ثم لعقت يدي و بدأت أكر في طريقة لحل المشكلة، هيا أيانو أنت ذكية و ستجدينها.


مرت دقائق من التفكير و أنا أمشي هنا و هناك حتى خطرت في بالي فكرة، وجدتها! سأنضم إلى نادي الطبخ.


*

توجهت بعدها إلى غرفة ذلك النادي المقرف، طرقت الباب و أدخلت رأسي منه لألقي بترحيبة: "مرحبا.. "


نظرت إلي إحدى الفتيات الموجودات هناك بإستغراب و سألتني: "مرحبا بك، هل تريدين شيئا؟"


"نعم، أنا فقط أبحث عن فتاة ذات شعر رمادي قصير يميل للون الفضي، و عينين خضراوتين و تبدو خجولة، أظن أن إسمها كان يومي تشان، هل تعرفينها؟"


"اوه، تقصدين يومياجي سينباي، انتظري، سأناديها لك"


ذهبت بعدها إلى إحدى الغرف و نادت :"يومياجي سينباي! هناك من يسأل عنك"


لتجيبها تلك الصلعوكة:"أنا قادمة! "


لتنظر الفتاة الأخرى لي و تقول :"إنها قادمة، عذرا سأعود للعمل"


أومأت لها لتمر لحظا و تأتي تلك الصعلوكة بتلك الابتسامة القذرة التي تدعي اللطافة منها، يا إلهي كم هذا مقرف.


ذهبت للتكلم مع تلك الفتاة التي نادتها و أشارت بعدها نحوي، يبدو أنها سألتها عن الشخص الذي جاء يبحث عنها.


تقدمت نحوي لتقول:" مرحبا بك في نادي الطبخ، ماذا تحتاجين؟"


"عفوا هل انت مديرة هذا النادي"


"بالطبع، لماذا؟ هل تريدن ملئ إستمارة إنضمام للنادي؟ "


" نعم، أريد أن أنظم للنادي، هل هناك مكان لأعضاء جدد؟"


" اوه بالطبع! تعالي سأعطيك الإستمارة لملئها"


أمسكتني من يدي و سحبتني إلى إحدى الطاولات، و أخبرتني أن أنتظر قليلاً، نظرت ليدي بكل تقزز و أخرجت منديلاً من جيبي لأنظفها من جراثيم تلك الصلعوكة، يا إلهي ربما سأفكر في قطعها.


عادت بعد لحظات و هي ممسكة بإستمارة و قلم و وضعتهما أمامي لتبتسم لي و تقول :"حسنا كل شيء جاهز".


أمسكت القلم و بدأت بملأ الإستمارة و بدأت تلك الصلعوكة تثرثر عند رأسي و أنا على شفى حفرة و أنفجر.


"كما ترين لا يوجد إقبال كبير لنادينا في الفترة الأخيرة، و نحن نعاني من نقص في الأعضاء و لذلك نقبل بأي أعضاء جدد."


أنا في عقلي:" هذا بديهي ، و من سيضيع وقته في هذا النادي المقزز"


بقيت تثرثر عند رأسي و أنا أعض على شفتي حتى إنتهيت أخيراً من ملئ الإستمارة لتقول لي: "حسناً عظيم لقد إنتهيتِ، سأذهب الآن لإعطائها للأستاذة المسؤولة عن نادينا، و في هذه الأثناء ستعطيك ياشيرو بعض مستلزمات النادي، أراك لاحقاً!"


قالت لتودعنا بتلك الإبتسامة المقرفة، لتأتي تلك الفتاة المدعوة ياشيرو إلي و تقول :"إذا أهلاً بك في نادينا، أنا ياشيرو يمكنك مناداتي ياشي-تشان إذا أردت، حسناً، هاكي هذه بذلة الطبخ و القفازات، ستبدئين اليوم، هل تجيدين الطبخ؟"


" لا، ليس كثيرا"


" عظيم لنبدأ، ستتعلمين اليوم أساسيات الطبخ"



*

ملاحظة هامة:


أعلم إني أخبرتكم أني سأقوم بسحب جميع الفصول و تعديلها، و سأستغرق فقط يومين أو ثلاثة أيام ثم سأقوم بنشر الفصول المتبقية، لكني تأخرت إستغرقت حوالي خمسة أسابيع لأكمل جل التعديلات، لكني رأيت أن القصة بها الكثير من الثغرات و الأخطاء و أنها تحتاج إلى التعديل مع أني لا أحبذ فكرة تعديل الروايات و كنت سأقوم بإكمال الرواية كما هي و أقوم بعدها بنشر نسخة معدلة منها لكني تطرقت إلى هذا الحل، و قمت في المقابل بحذف فصول و إستبدالها بفصول جديدة لذلك ستكون هناك خربطة للقراء القدم في فهم الأحداث .


المهم، أرجوا منكم إعادة مراجعة الفصول الجديدة لأنه هناك تغييرات كبيرة في أسماء الشخصيات و ترتيب الأحداث و حتى عناوين الفصول، و أرجوا منكم كل العذر و الآن أترككم مع الفصل.


سأقوم بحذف الملاحظة بعد مدة.


--------------------------------


بعدها قامت تلك المدعوة ياشيرو بتعليمي الأساسيات، ثم بعد مدة عادت تلك الساذجة و جاءت نحوي بتلك الابتسامة القذرة بينما كنت أتدرب و قالت :"أيانو يبدو أنك تتعلمين بسرعة"


"حسناً.... شكراً"


"خطرت لي فكرة! لما لا تحاولين إعداد فطيرة"


"فطيرة! لا، لا أعتقد أنه يمكنني ذلك"


"هيا لا عيب في المحاولة، يمكنك أخذ بعضاً من حصتي في الطحين، حسناً ناديني عندما تنتهين"


قالت لترحل و تتركني هناك، يا إلهي هل هي جادة سأحضر فطيرة الآن، حسناً لا مفر.


بدأت أضع المقادير و أتبع الخطوات حتى وضعتها في الفرن، ذهبت إلى النافذة للنظر إلى سينباي كان كعادته ينتهي من الذهاب إلى ناديه و يقرأ كتابه عند النافورة.


بقيت منغمسة لا أحس بالوقت يمر حتى سمعت صوت إنذار حريق، إستدرت لأرى دخان يتصاعد من فرني، يا إلهي الفطيرة!


أسرعت بأخذ مطفأة الحريق و توجهت بها للفرن، أخمدت النيران داخله و بدأ الدخان يتصاعد و أنا أسعل.


أخرجت الفطيرة لأضعها فوق الطاولة، نظرت إليها بأسف إنها تشبه قطعة الفحم، جاءت تلك الصلعوكة إلي و قالت :"أيانو إذا كيف جرى الأمر معـ...أوه ماهذا؟ "


"أعتذر لقد أحرقت الفطيرة"


"لا تقلقي فهذه محاولتك الأولى، حسناً وظبي أغراضك، سنغلق باب النادي"


توجهت بعدها لفرنها و نظرت بأسى إلى الباب و إلى الكعك الذي حضرته، أحسست بلذة النصر هناك.


جمعت أغراضي و توجهت للخارج، في طريقي فتى يرتدي عصبة رأس أعتقد أنني إلتقيته من قبل، جاء نحوي و قلت له :"عذراً ماذا تحتاج"


" عذراً و لكن.... هل.. أقصد... هل يمكنني مرافقتك اليوم! "


"ماذا ؟ بالطبع لا، من أنت على أية حال"


و أكملت طريقي و قد قال شيئاً لم أسمعه.


الفتى :" يا إلهي كم هي جميلة كعادتها! لا أصدق أنني قمت بالتكلم معها "


في مكان آخر، من نافذة مجلس الطلبة المطلة على الباحة:


الفتاة 1: (تتكلم في الهاتف) "مرحباً يا أيتها الرئيسة، يبدو أنني وجدت الفتاة المطلوبة"


"عظيم! فلتتحدثي معها في أول أيام الأسبوع القادم، و أبقيها تحت المراقبة"


نعود إلى أيانو:


في اليوم التالي، أرسلت رسالة إلى إينفو تشان لنلتقي في أحد المحلات التجارية.


ذهبت هناك و وجدتها تنتظر، ذهبت إليها و رحبت بها لتقول لي :"ماذا بك لقد تأخرتي ثلاثة دقائق "


"يا إلهي إينفو تشان، حسناً دعينا نذهب"


"مهلاً إنتظري... إلى أين؟ "


"لا لا، هذا سر، هيا بنا"


جلبت إينفو تشان من يدها، ذهبنا للتسوق، إشتريت بعض الملابس الشتوية فقد إقترب الشتاء و أخذنا بعض الصور كان يوما جميلاً، توقفنا عند أحد المطاعم و قد طلبنا بعض الطعام لنبدأ محادثتنا.


" حسناً أيانو لديك فقط عشرة دقائق و سأهم بالإنصراف"


"كم أنت قاسية... حسناً أريد خدمة منك، هل تعرفين تلك الفتاة رئيسة نادي الطبخ؟"


"من، أتقصدين يومي تشان؟ "


"نعم أنا أقصدها، إنها تعيق طريقي سوف أتخلص منها و أحتاج مساعدتك"


"في الحقيقة أيانو، هناك من يراقبنا أو بالأحرى يراقبك، لكني قد أكون عرضة للخطر معك"


" ماذا تقصدين، من يتبعنا أنا لا أرى أحداً"


تقدمت نحوي بحذر و قالت بصوت خفيف: "هناك، الفتاة الجالسة في الطاولة رقم 5 لاحظت أنها تتبعنا منذ مجيئنا"


إستدرت بحذر لأرى تلك الفتاة، لم تكن ملامحها ظاهرة فقد كانت ترتدي قبعة و نظارات.


عدت لأكمل المحادثة مع إينفو تشان :"إذا و ما علاقتها بنا؟ "


" ألا تفهمين؟ قطعاً أنها من اللجنة التأديبية للمدرسة، لابد أنهم يحققون حول سلسلة الحوادث التي وقعت في الآونة الأخيرة و قد وجهوا أصابع الإتهام نحوك"


"و لكن لما أنا بالضبط؟ تأكد ألا أترك ورائي أدلة"


"لدينا ثلاثة أسباب أساسية و لا شك أنهم قد إستنتجوها سابقاً، أولاً هذه الجرائم لم تحدث في تاريخ هذه المدرسة إلا هذه السنة، لذلك أغلب الشكوك متوجهة نحو طلاب السنة الأولى، ثانياً طرد مجموعة كبيرة من الطلاب في مدة وجيزة و بالإضافة إلى أوسانا و قد إستنتجوا أن هذا الشخص هو من تسبب في طردهم لكي لا يعيقوا غايته و لابد أن له علاقة بالطالبة أوسانا، لذلك قد يكون في الأغلب من نفس صفها، ثالثاً هي العبارة التي كتبتها في ذراع تلك الأستاذة و هي التي ضيقت حيز التحقيق"


"و لكن كيف؟ "


" لقد كتبت عبارة لا تلمسيه و كنت قاصدة بكلامك ذكراً فقد وصفته بالهاء، لذلك إستنتجوا أن فتاة ما قامت بتلك الأفعال"


" لكن هذا لا يثبت أنني أنا من قمت بها فقد تكون أي فتاة من صفي و ليس شرطاً أنا"


" هذه أحد الأسباب، لا شك أنهم قد توصلوا إلى سبب أو سببين إضافيين، المهم لقد إنتهت مدة المحادثة، حاولي عدم زيارتي هذه الفترة حتى تهدأ الأوضاع و لا تقبلي على فعل طائش و إلا كشفتِ، كان غداءً رائعاً" قالتها مودعة إياي.



*

السلام عليكم!


عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير وصحه وسلامه يارب،


بما أن هذا الأسبوع أسبوع عيد، سوف أقوم بتنزيل فصل جديد من كل الروايات،


لذلك استمتعوا بالفصل و لا تنسو قراءة الروايات الأخرى،


****


قالتها لتحمل حقيبتها و تذهب تاركة إياي، لكن تلك الفتاة بقت هناك و لم تتحرك و قد صح كلام إينفو تشان عندما قالت أنها تلاحقني أنا.


بقيت هناك لفترة لعلها ترحل لكنها لم تحرك ساكناً، حملت أغراضي و دفعت الفاتورة لأعود للمنزل.


بقيت أتجول هنا و هناك لكي أضيعها لكنها بقت تلاحقني من بعيد، حتى خطرت في بالي فكرة دخلت الحمام بعد دخول إحدى الفتياة ثم بقيت هناك لفترة طويلة.


بقي الباب يفتح و يخرج شخص منه و تتمنى لو كان أنا و لكن للأسف، بقيت تنظر لفترة ليست بوجيزة حتى نفذ صبرها فقررت الدخول إلى الحمام.


دخلت إلى الحمام و بدأت بغسل وجهها لكي لا تثير الشبهات، إنتظرت حتي يفرغ و بدأت بفتح أبواب المراحيض، فتحت الواحد تلو الأخر حتى وصلت إلى الباب الآخير، فقامت بفتحه و لم تجد فيه أحداً.


إكتشفت بعدها خدعتي عندما تذكرت فتاة ترتدي معطف صوف تحمل نفس حقيبتي تخرج رغم أنها لم ترها تدخل، نعم لقد قمت بتغيير ملابسي في الداخل بالتي إشتريتها.


أحكمت على قبضتها و ضربت الباب، خرجت راكضة تبحث عني و لكنني كنت قد ركبت أول حافلة وجدتها، لأتجه نحو المنزل.


عند دخولي وضعت حقيبتي و الأكياس على الأرض، و بدأت أشحذ أسناني من الغضب، لم أعرف ماذا أفعل فكلما تخلصت من مشكلة تأتي أختها.


صعدت لغرفتي غاضبة، و بدأت أفكر فب خطة ما لكي أتخلص من تلك الرئيسة المقززة، و تلك الفتاة التي تتبعني.


أمضيت عطلة الأسبوع أحاول تهدئة نفسي و أرتبها، لكي أتوصل إلى الطريقة المناسبة لكي أتخلص من هذه الورطة.


و لكن هيهات، فقد كنت أجأ إلى القتل في كل مشكلة و لم أستعمل ذكائي، ثم ضربت يدي على حائط غرفتي، ثم تمالكت نفسي.


تذكرت أمر أمي و أنها قد تأخرت في العودة، لذلك أخذت الهاتف و قمت بالإتصال بها.


بقي الهاتف يرن حتى ردت على إتصالي :"مرحبًا "


"مرحباً من معي؟ "


"أمي هذه أنا أيانو"


"أيانو... ماذا حدث هل هناك مشكلة، لماذا اتصلت بي؟ "


"أمي لماذا ذهبت و تركتني بمفردي في هذا المكان، متى سوف تعودين؟ "


"اوه أيانو، آسفة على كذبي عليك إنها ليست مسألة عائلية"


"ماذا تقصدين، ما هي إذا؟ "


"في الحقيقة هناك شخصاً قديماً قد أتى إلى حيينا لفترة و لا أريد مقابلته، و قد إستعملت هذه حجة عليك"


"في الحقيقة أنا لا أهم قصدك، يمكنك شرح ذلك لي عند عودتك لا تتأخري"


" حسناً عزيزتي، إعتني بنفسك و لا تنسي أخذ أدويتك، وداعاً "


"وداعاً "


أغلقت الخط و ذهبت إلى المطبخ، أخرجت بعضاً من علب الدواء و قد أخذ بعض الأقراص منها و وضعتها في يدي ثم رميتها.


نعم، لقد كشف سر من احدى أسرار شخصيتي الغامضة، أنا آخذ أدوية، أمي تحضرها كل شهرين و هي تعتقد أنها سبب تحسن حالتي و لا تعرف الحقيقة.


قد تتساءلون لماذا لا آخذ الأدوية، في الحقيقة لقد فقدت الأمل فيها منذ سنوات بسبب عدم تحسن حالتي و منذ ذلك الوقت أصبحت أحاول التظاهر بأخذها، أحياناً آخذها أمام والداتي لكي تطمئن و لكنني أخبؤها تحت لساني و أرميها لاحقاً.


مرت عطلة الأسبوع و قد بدأ أسبوع دراسي جديد، العطلة بعد أسبوعين و الإمتحانات قريبة علي أن أسرع في خطتي و إلا ستعود أوسانا و تفسد كل شيء.



*

بدأ اليوم الدراسي كالمعتاد، حصص و حصص ثم جاءت الإستراحة، خرجت من الصف لأشتري شيئا أشربه.


توجهت نحو آلة العصير و أخذت عصير توت بري و إستدرت لأعود، فإذ بي أقابل فتاة ترتدي زي السنة الثالثة تمتلك شعر كتساني طويل منسدل و فيه بعض الظفائر الممتدة من خصلات فوق أذنها.


نظرت إليها بإستغراب و قلت :"عذراً، هل تحتاجين لشيء؟ "


أجابتني بنبرة صارمة :"لا، لا شيء محدد، هل أنت الطالبة أيانو آيشي من السنة الثانية الصف الرابع؟ "


"نعم أنا هي"


"أنا ميساكي روم من اللجنة التأديبية، و أريد التحدث معك في شيء"


إرتعدت ملامحي للحظة، هل هي يا ترى من كانت تلاحقني البارحة؟


أخفيت ذعري و حاولت أن أكون طبيعية و قلت بإبتسامة: "نعم بالطبع! "


" حسناً ، لا شك أنك سمعت حول الوقائع الأخيرة في المدرسة"


"نعم بالطبع، هذا أصبح يخيفني"


" و نحن بصفتنا مجلس اللجنة التأديبية للمدرسة، لم نستطع أن نبقى مكتوفي الأيدي لذلك قمنا بتحقيق عميق و توصلنا إلى أن أغلب أصابع الإتهام متوجهة نحو فتيات صفكم"


بلعت ريقي و حاولت أن أكون طبيعية لكن شخصيتي المظلمة قد تغلبت علي و قد كنت على شفى حفرة من الانفجار.


"لابد أنك تعرفين زميلتك في الصف التي طردت أوسانا كوك، لا شك أنها كانت إحدى ضحايا أفعال هذا المجرم، أخبرني تماكي هل كان لديك مشاكل معها"


كنت شابكة يدي وراء ظهري و أقوم بالضغط عليهما حتى إخترقتهما الأظافر، نظرت إليها نظرة رعب لأقول :"أنت... هل كنت التي كانت تلاحقني البارحة... "


"يبدو أنك إكتشفت الأمر أخيراً"


بعدها عدت لأبتسم و قلت :"أوسانا كانت ليست صديقة مقربة لي و لكن ليس بيننا مشاكل، هذا كل ما لدي أرجو لكم التوفيق في تحقيقاتكم"


قلتها لأذهب تاركة إياها، مشيت بضعة أمتار ثم توقفت لأقول بنبرة جدية :"لا تحاولي العبث معي، أنا لست المجرم و لكن إذا بقيت تتهاونين معي و تلاحقينني ربما أصبح واحداً، لذلك لا تتحديني فأنا لا أخسر نزالاً بدأته"


" ياللصدفة ،حدث و أني أحب النزالات و أكزه الخسارة، أنا لست سهلة أبداً و تبدين صعبة المراس، أظن أنني سأستمتع معك قليلاً"


قالتها لأبتسم إبتسامة متعطشة للقتل و أذهب و أتركها هناك.


عدت للصف و قد أكملت الحصص، إنتهى الدوام فذهبت إلى النادي إستقبلتني تلك الصعلوكة كالعادة و أخذت مكاني.


بدأت أطبخ و سمعتها تتحدث مع صديقتها تلك :" ياشي تشان، سوف يأتي اليوم أنا متأكدة"


يا إلهي كم تغيظني، مر النادي بلا أي جديد حتى حان وقت الخروج، جمعت أغراضي لأخرج و رأيت تلك الصعلوكة حزينة كالمرة السابقك، إبتسمت إبتسامة جانبية و رفعت رأسي للخروج ليحدث ما لم يكن في الحسبان.


كان سينباي عل بعد متر مني و قد نظر إلي و قال :"أنت... لقد تذكرتك! "


قالها لأرد عليه :"آسفة علي الذهاب! " لأخرج و قد إحمر وجهي، ليحاول إيقافي ليستفسر عن الموضوع و لكني كنت قد إبتعدت.


كان في الداخل مستغرباً و يقول :"لماذا تهرب دائماً؟ ".


"سينباي ! " قالتها تلك الصعلوكة بإبتسامة قذرة و قد أمسكت صحن الكع بيدها و وجهته نحوه.


كنت في الخارج أسترق النظر من إحدى الزوايا و كلي غضب، توجهت للخارج لأعود للمنزل.


بينما كنت أتمشى في طريق عودتي فإذ بي أرى سينباي من بعيد داخل متجر قهوة يقرأ كتابه.


إختبأت خلف عامود الإنارة و أخذت له صورة خاطفة لأنظر في تفاصيل وجهه بكل لهفة و جنون.



*

في اليوم التالي، لم أذهب إلى النادي، خجلت لو يعود سينباي و يراني مجدداً.


في اليوم الذي يليه، كنت أتمشى في الرواق أثناء الإستراحة و قد رأيت تلك الصعلوكة مع صديقتها تتحدثان، فإختبت في زاوية و بدأت أسترق السمع.


"إسمعي يومي تشان، ماذا بشأن تلك الفتاة؟ "


"اوه أتقصدين أيانو، نعم أنا قلقة حولها، لقد بدا و كأنها غضبت و ذهبت بلا سابق إنذار و لم تعد بعدها إلى النادي، سوف أذهب إلى صفها قريباً لأسأل عنها"


"ماذا عن معشوقك، ذلك الفتى. "


"اوه أقصدين سينباي، إنه لطيف لم ينس دعوتي و قد أى رغم تخلفه عنها في البداية، أتمنى أن يظل يزورني حتى أعترف له"


" حسناً هيا لنذهب سوف تنتهي الإستراحة "


أنهيا الحديث ليرحلا و أشتاظ غضباً، لاحظت بجانبي شخصاً يلتقط لهما الصور تقدمت للأمام لأرى في كاميرته صوراً لتلك الصعلوكة، أيعقل أنه معجب بها.


لقد تذكرت، إنه سكوبي من نادي التصوير لقد درسنا معاً في السنة الثالثة في الإعدادية، لم أتحدث معه قط و لكنه كان يحب المناظر و الخلفيات و يمسك دائما بكاميرا في جيبه.


لقد خطرت لي فكرة، ذهبت نحوه و ناديته :"مرحباً، أنت سكوبي صحيح؟ "


أجاب بتوتر: "نـ... نعم لماذا؟ "


"أنت تحب تصوير الفتيات، أم أنك تحب تصويرها"


"ماذا تقصدين؟ "


"تعال إلي، بعد المدرسة عند النافورة سأخبرك بشيء ربما يثير إهتمامك"


قلت لأتركه و أذهب لأعود إلى الصف، عظيم لقد خطرت لي فكرة من أجل خطتي ربما يعود الحظ في صفي.


إلا أنها ليست مضمونة، سكوبي شاب هادئ ليس فيه ما يجذب الأنظار إلا أنه يبدو لطيفاً، ليس من النوع الذي تعجب فيه الكثير من الفتيات ربما واحدة أو إثنتين في العشرين أي بمعدل عشرة بالمئة كأقصى حد، لا يزال هناك أمل.


إنتهت الاستراحة و بدأ الدوام الدراسي و إنتهى كالعادة، رن الجرس فقمت بجمع أغراضي و إنتظرت لكي تفرغ المدرسة قليلاً لأذهب و أتحدث معه.


بعد دقائق توجهت إلى الحديقة التي تحتوي على شجرة الساكورا في مدرستنا، وجدت سكوبي يقف هناك شارداً يستعمل الكاميرا خاصته لأخذ بعض الصور.


توجهت إليه و قمت بقطع شروده ليتفاجأ قليلاً ثم ينظر إلي ليتحدث :"من أنت و ماذا تحتاجين؟ "


تقدمت نحوه لأنظر فيه عينيه و يتوتر قليلاً ثم توجهت إلى بعض الأزهار التي كانت في الجانب و أنحنيت لألمسها و أتحدث: "يا إلهي... ألم تعرفني أنا أيانو تماكي، درسنا معاً في الصف الثالث أنسيت"


"اوه تماكي... في الحقيقة لم نتحدث كثيراً لذلك واجهت صعوبة في تذكرك، على أية حال ماذا تملكين لي، لقد ذكرت شيئاً عن صفقة مربحة"


"الحب، أنا أملك صفقة بإسم الحب، قد تكون أغلى من النقود أتعلم"


"بماذا تهذين، ليس لدي وقت للترهات أنا راحل"


تقدم قليلاً للأمام حتى قلت له:"يومياجيا".


ليرتعد في مكانه و يقول بتوتر:"ماذا تقصدين؟ من.. من هي يومياجيا هذه.. "


قطفت زهرة و نهضت متجهة إليه، بدأت ألاعب الزهرة بيدي لأقول :" هيا، الكل يعلم أنك معجب بها.... أم أنني الوحيدة"


"أنت تضايقينني كثيرا سأرحل!"


بدأت أنزع أوراق الزهرة لأقول له :"يمكنني أن أجعلها عشيقة لك، و لكن لدي شيء في المقابل "


نظر نحوي بإهتمام و قال: " أكملي"


"يمكنني أن أجعلها تعجب بك و لكن هناك أمران يجب عليك فعلها، الأول سوف تنضم إلى نادي الطبخ"


" ماذا عن الثاني؟ "


" الثاني... هممم، سوف تمدني بكامل ما يحدث داخل ذلك النادي، هناك شاب حالياً هي معجبة به و مهمتك تقتضي بأن تجعلها تعجب بك أكثر"


"لقد فهمت و لكن لدي سؤال أخير، لماذا تفعلين كل هذا؟"


إبتسمت له للحظة و قد إنتهت أوراق الزهرة لأضع سبابتي في شفتي و أقول :" هذا سر، هذا كل ما لدي اليوم إذا أجبك العرض فلتأتي غداً إلى صفي أنا في إنتظارك"


قلتها لأذهب تاركةً إياه و أرمي تلك الزهرة في تلك الحديقة لتصبح من المنسيات، لأتوجه نحو المنزل منتظرة إجابته بلهفة.




*

في اليوم التالي، بينما كنت جالسة في مكاني بالصف أتناول في الغداء فإذ بإحدى الزميلات تأتي إلي و تخبرني أنه هناك يسأل عني، نظرت إلى باب الصف فإذ بي أرى سكوبي واقفاً هناك متوتراً يحك بيده خلف رأسه، نطر إلي للحظة فإبتسمت إبتسامة النصر لكنه توتر و أدار وجهه، هل إبتسامتي بشعة لهذه الدرجة.


توجهنا إلى الرواق و بدأنا بالتحدث، بدأت الحديث بقولي: "إذن لقد وافقت في النهاية"


"ما هي خطتك إذا؟ "


"حسناً، في الحقيقة أردت أن أعرضك على يومي تشان لعلها تعجب بك ثم أسألها عن رأيها فيك و أحاول إقناعها بمواعدتك"


"ماذا! هذه أفظع خطة قد سمعتها من قبل."


"حسناً كما تريد سأذهب للبحث عن فتى آخر، سررت بتعرفي عليك رغم أنها كانت مدة قصيرة، حسنا وداعاً "


أدرت ظهري له لأمشي بضعة خطوات ليوقفني بقوله: "إنتظري لحظة! "


إستدرت له في استغراب و قلت :"ماذا، هل غيرت رأيك؟ "


" حـ... حسناً سأعلق آمالاً على خطتك"


قلت بفرحة: " مرحى! "


لكنه قاطعني بغضب: " لكنها بحاجة إلى التعديل"


بعدها اقترحت الذهاب إلى إينفو تشان لمساعدتي و بالفعل لقد ساعدتني كثيراً، بعد مدة مم محادثتناً :"و الآن أيانو هل فهمتني، ستقومين بخلق جو رومنسي بين رفيقك و تلك الطالبة و لن يتحقق هذا إلا بإنضمام سكوبي إلى نادي الطبخ، حسنا استسمحكما عذراً لدي مقال لأنهيه".


"شكراً جزيلا إينفو تشان! حينا أراك لاحقاً "


قلتها مودعة أياها لأعود إلى سكوبي، أخبرته بالتعديلات التي طرأت على الخطة و بأمر انضمامه إلى نادي الطبخ و قد وافق على كل شيء، في النهاية قمت بتودعيه و أخبرته أن يأتي إلى صفي بعد نهاية الدوام لأضمه للنادي.


بعد نهاية الدوام أتى إلى صفي لكي أرافقه لكنه أثار بعض الاشاعات بين الطلاب خصوصاً بعد قدومه مرتين إلي في صفي، المهم قمت بمرافقته إلى غرفة النادي، قمت بالدخول معه للداخل أقيت التحية لتنظر ياشيرو إلي مستغربة :"أيانو من هو رفيقك؟ "


"اوه إنه سكوبي، لقد درسنا معاً من قبل أخبرنني أنه يريد الانضمام إلى النادي"


"حسناً تشرفت بمعرفتك"


اجابها سكوبي بتوتر :"أ... أنـ...أنا أيضا! سررت بمعرفتك! "


و يبدو أن حديثنا قد اثار فضول إحدى المزعجات، خرجت تلك المدعوة يومي تشان من غرفتها و قد احضرت استمارة انضمام.


" يبدو أني سمعت شخصاً يقول انه يريد الانضمام" قالتها و هي تحمل الاستمارة.


" يومي سينباي هذا سكوبي، انه يدرس السنة الأولى مثلي و قد اراد الانضام لذلك قام بسؤالي عن ذلك" اجبتها.


اضافت: "حسناً تعال إلى هنا لملأ الطلب و سأعطيك بعض المستلزمات"


نظر إلي بتوتر فقمت بدفعه ليذهب إليها، كان وجهه محمرا و هو بجانبها فقد كان قريبآ جداً و كان ينكس رأسه كلما تكلمت إليه و ابتسمت.


انتهى من ملأ الطلب و قد أعطته المئزر و بعض الادوات و طلبت مني مساعدته ريثما تأخذ الطلب إلى الأستاذ، اخبرتها أني لست خبيرة في هذا لانني مبتدئة فاقترحت ان تساعده بينما آخذ الاستمارة.


ترددت في البداية لكنها وافقت في الأخير، اخذت الاستمارة و قد طرفت عيني إلى سكوبي عظيم لقد خلقت جواً مناسباً لهما.


عندما عدت وجدت أنهما قد انسجما فقد كان يضحكان و يدردشان معاً، بعد مدة انتهى النادي و لم يحضر سينباي، جمعت ادواتي للخروج، توجه سكوبي إلي بعدما ودع تلك الصلعوكة.


"إذا كيف جرى الأمر؟ " سألت.


"لقد كان رائعاً، لقد تحدثنا عن كثير من الاشياء و قد وجدت أن لديها نفس اهتماماتي"


"عظيم انت تبلي حسناً"


"معذرةً، الا تظنين ان موضوع الاعتراف مبكرٌ جداً، اعني لقد التقينا فقط اليوم و علي الاعتراف لها غداً"


"لا، فقط التزم بالمخطط كل ثانية تخسرها يمكن ان تعترف فيها إلى طالب آخر لذلك اذا لم تعترف لها مبكراً فسوف تخسرها"



*

مرت الايام و أنا أحاول اقناع سكوبي بالافصاح عن مشاعره لتلك الفتاة و كانت قد مرت ثلاثة أيام بالفعل دون أي تقدم يلحظ، لا يمكنني الجزم أنني أضغط على سكوبي لأنه شخص خجول و منعزل و يبدو و كأنه يواجه مشاكل عاطفية لكنني أحتاج إلى اعترافه يجب علي ذلك.


وصل اليوم الرابع من انضمامه للنادي و قد كان آخر يوم في الأسبوع الدراسي بالفعل، لذلك كان علي دفعه للاعتراف بأي طريقة ممكنة.


لذلك ذهبت للمدرسة باكراً و تعمدت تجنب مصادفته، و وضعت رسالة بإسمي أخبره فيها أن يلتقيني في السطح بعد النادي فلدي أمر مهم لأخبره به، و أخبرته بأن يحضر مهما حصل.


مرت الساعات و قد التقط سكوبي الرسالة بالفعل و قد قرأ محتواها لذلك بالطبع حاول سؤالي بالفعل عن الشيء الذي أريده منه، لذلك سأل عني في الصف و في الكافتيريا و حتى في غرفة إينفو تشان.


لكني تعمدت تجنبه بإختلاق أعذار طلبت من الفتيات التي يدرسن معي أن يقلهن لأي شخص يسأل عني كمثلاً إنها ليست موجودة حالياً أو لقد ذهبت إلى الحمام ربما...


تم تهيئة كل شيء لخطتي و كل شيء يسير كما يرام، و لكن لا شيء يضمن أنها ستنجح.


جاء وقت نشاطات النوادي و بالطبع جاء سكوبي ليسأل عني لكنه وجدني قد ذهبت بالفعل، لذلك ظن أنه سيجدني في النادي لذلك لم يشغل باله.


لكن ما لم يضعه في الحسبان أنه عند وصوله إلى النادي قام بالسؤالي عني و قد أخبرته ياشيرو أنني أخبرتها أنه لدي عمل في المساء لذلك ستتغيب عن النادي.


و هنا كانت أول ثغرة في الخطة، فبتغيبي سيكون أمام سكوبي خياران، إما أن يعود للمنزل مباشرة و يسألني عن الأمر المهم الاسبوع القادم، أو أن يعلق بصيص أمل و يذهب للسطح أيّاً يكن ففي الرسالة أخبرته أن يحضر مهما حصل.


مرّ الثواني و الدقائق في النادي و سكوبي مشتت و لا يدري ماذا يفعل، و لكنه لم يكن الوحيد الذي بدا عليه الاضطراب اليوم، فـ يومي تشان كانت أيضا تبدي بعض الاضطرابات كأنها لم تكن كعادتها اليوم بعدما أعطتها ياشيرو ظرفاً غريباً.


و أخيرا إنتهى النادي و خرج سكوبي مسرعاً للخارج بعد جمع أدواته حيث أنه لم يودع أحداً و هذا ليس من عادته، عند خروجه ظهر له طريقان الأيمن يؤدي إلى الدرج الذي يوصل إلى البوابة التي يخرج منها الطلابو الأيسر يأخذ إلى درج يأخذه مباشرة إلى السطح.


كان مشتتا في خياره فليس من عادته أن يقرر أفعاله بنفسه بسبب مشاكله التي ذكرناها آنفاً، تشتت قليلاً و حبيبات العرق تنزل من جبينه الأسمر و هو يشد على يد حقيبته بقبضته.


حتى أخيراً اتخذ قراراً بنفسه و الذي لم يقم بهذا الفعل منذ زمن، مشي في طريق و صعد درجاً حتى وصل إلى الباب ليقوم بفتحه و تضربه نسمة رياح منعشة في سطح المدرسة.


شعر براحة بعد ذلك مباشرة حيث أنه شعر بأنه قام بإختيار الخيار الصحيح، تقدم قليلاً للأمام و بدأ ينظر هنا و هناك باحثاً عني بدا له انها انني تأخرت، لذلك لا ضير من الانتظار قليلاً بعد.


لكن مرت حوالي العشر دقائق و هو ينظر إلى الأمام من الحافة في اتجاه البوابة الخارجية و قد ذهب كل طالب إلى منزله او إلى عمل عليه القيام به، شعر بخيبة أمل في تلك اللحظة بعدما ظن انه اختار الخيار الصحيح لكن تبين له أنه مخطئ كعادته.


شعر بحزن خفيف ليستدير كي يعود إلى منزله فإذ به يرى ما لم يتوقعه، اقشعر بدنه من الصدمةنعم لقد كانت هي، رئيسة ناديه و محبوبته يومي تشان.


نظرت إليه بإستغراب و هي تحمل ظرفاً في يدها اليمنى لتقول "ماذا... سكوبي؟ هل أنت من أرسل لي تلك الرسالة؟ "


قالتها ليبدي عليه بعض الاستغراب مما قالته لكنه بعد لحظات فهم كل الموقف و ما هو الشيء المهم الذي قصدته، نعم لقد تغيبت عن النادي عمداً بعدما أعطيت ياشيرو رسالة لتعطيها لـ يومي تشان و طلبت منها تبرير غيابي، لقد خططت لهذا من البداية، إذا لم يرد الاعتراف لها فيجب علي البحث عن فتى آخر هذا ما اردت اخباره به.


شدّ على قبضته قليلاً فالطبع سيغضب مني، ليرخيها بعد لحظات و يبتسم، "نعم لقد كانت على حق يجب علي أن اتغلب على خجلي و أخبرها بمشاعري، و الا فلن اجني شيئاً، نعم علي فعلها اما الان او فلا " هذا ما كان يقوله في نفسه.


"اذا كان الامر حول تركك النادي فلا مشكلة لكن ارجوك اعد التفكير في--" بدأت تلك الفتات بالتكلم فلم تكن تظن انه اعتراف او ما شابه.


"أنا معجب بك! " قالها بحماس لها لتنظر اليه بصدمة و تبدأ بإستيعاب ما قاله، لتبدأ الرياح الشتوية الممزوجة بلمسة الخريفية بالهبوب و تأخذ معها أوراق الشجر المتساقطة و كل الهموم و الخجل لتكشف عن حلة شخصية سكوبي الجديدة.


"نعم أنا معجب بك منذ فترة، و كل ما فعلته، الانضمام للنادي و التحدث معك في مواضيع تحبينها و التغيير من شخصيتي كلها كانت من اجلك، لذا أروجوك لا تخيبي ظني و تجعل كل شيء يذهب سداً" أكمل بنفس الحماس و العاطفة.


ليتبادلا نظرات نظرة الاول تلمع بالحماس منتظرة الرد و نظرة الأخرى مليئة بالصدمات و عدم الاستيعاب.


بقي الحال هكذا للحظات حتى اخفضت رأسها و ظن للحظات أنه فشل و ذهب كل شيء، لتصدمه برفعها لرأسها و هي مبتسمة و الدموع تنهمر من عينيها و تقول "نعم بالطبع!".


ليجثي على ركبتيه من الفرحة فقد جاءه ما كان ينتظزه منذ زمن طويل، و أنا أنظر من زواية بعيدة من نفس السطح إليهما و أقول "أخيراً لقد اعترف ذلك الاحمق لتلك الصعلوكة و أخيرا لا يوجد من يعرقلنا الآن و سينباي سيصبح ملكي" و أكملها بضحكة هيستيرية خفيفة.



*

مرّت نهاية الأسبوع بسلام و قد كانت اول مرة انام بها براحة بال منذ زمن، جاء أسبوع الاختبارات و قد كان صعباً قليلاً نظراً لأنه كنت مشغولة في حل مشاكلي و قد اهملت دراستي قليلاً لكني حافظت على مستواي المتوسط.


طلبت من يومي تشان ترك النادي و وافقت بعد معارضتها في البداية، و قد شكرني سكوبي لما فعلته فأخبرته انه لا داعي للشكر فهذه كانت مصلحة مشتركة، و كانت تلك آخر مرة اتكلم فيها معهما، إلى أن جاء ما لم يكن في الحسبان.


بعد آخر اختبار اجتزناه ذهب الجميع للراحة و يعود بعد ايام من اجل النتائج، المشكلة لم تكن في النتائج بل بما حصل ذلك اليوم.


ذهبت في ذلك الصباح لأتفقد نتائج اختبارات نصف العام الدراسي، و رأيت نتائجي المتوقعة، علامات تتراوح بين الستين و الثمانين علامة من أصل مئة.


كنت عائدة للمنزل حتى أخبرتني إحدى الزميلات بأن اذهب للصف فهناك شيء مهم يريد المدير ان يطلعنا عليه، فعلت ما أخبرتني به و أنا انتظر ان يقول كلمته المتوقعة حول سوء النتائج لأعود للمنزل.


مرت مدة حتى اجتمع الجميع في صفوفهم، ليبدأ بعدها المدير خطابه من مكتبه لتبث مكبرات الصوت خطابه "يا تلاميذ ثانوية القيقب، اريد اخباركم بأنه بعد طول انتظار، اكتمل بناء و فتح ثانوية جديدة في المدينة لذلك نظراً للاكتظاظ الذي نعانيه سيتم ارسال الطلاب الماكثين في تلك المنطقة إلى تلك المدرسة، و سيتم اعادة تقسيم الصفوف و تنظيمها بعد العطلة القصيرة، هذا كل شيء و شكراً لاستماعكم ".


أغلق مكبر الصوت و بدأ الطلاب يتهامسون بينهم.


" مدرسة جديدة؟ "


" ألن تذهبي هناك سمعت انك ماكثة في تلك المنطقة. "


"يا صاح لا أريد الذهاب أنا جيد هكذا. "


" سأشتاق إليك كثيراً "


و في خضم النقاشات و الثرثرات، كنت مازلت لم أستوعب ما قاله، اعادة تقسيم الصفوف و عودة كل الطلاب هذا يعني ان أوسانا ستعود و سيفشل كل شيء، نعم سيذهب كل شيء سداً.


رن الجرس و خرج الجميع من الصفوف متجهين إلى بيوتهم لقضاء العطلة، البعض فرح من الخبر و البعض محلط و هناك من لم يأبه به حتى، كنت أتمشى عائدة للمنزل حتى التقيتها إنها ميساكي روم من الللجنة التأديبية.


كانت واقفة على بعد مترين مني تنظر الي، نظرت إليها و قلت :"عذراً أتحتاجين شيئاً؟ "


جمعت يديها و تقدمت بضع الخطوات و بدأت تمشي في دوائر حولي :"إذا... أيانو أيشي ،لا تعتقدي أني نسيت أمر التحقيق بالعكس، مازلت اللجنة تواصل التحقيق لتجد الطالب المتهم، و من سوء حظك أنني من وكلت بمراقبتك فأنا هي أفضل مراقبة في اللجنة".


احتدمت النظرات بيننا، سكتت للحظة ثم أغمضت عيناها و قالت :"و لكن للأسف الشديد، فقرار الانتقال الإجباري هذا قد خرب مخططاتي و هذا من حسن حظك أيشي، لكن لا تظني أن اللجنة ستتوقف بل ستستمر حتى تجد المذنب و لكن بدوني".


بعدها تقدمت بضع خطوات لترحل ثم توقفت و قالت :"نلتقي قريباً يا أيانو أيشي، أنا أشعر بذلك"


ثم أكملت طريقها لترحل و تكون هذه آخر مرة أراها فيها ، او هذا ما ظننته.


رغم كل ما حدث و تخرب خططي، إلا أن هذا القرار سيكون له محاسنه مثلما له مساوئه، سيتعبني هذا قليلاً لكن يمكنني فعلها مثلما افعلها دائما، و بالرغم من ذلك فكل هذا باسم الحب.


لذلك إنتظر سينباي ،سوف أحرص أن أجعلك ملكي قبل نهاية السنة.


.

.

.

مخططات جديدة بدأت و قرارت جديدة إتخذت، بعد العطلة سيبقى لأيانو فقط فصل دراسي واحد لتجعل تشارلن ملكها أو ستأخذه أخرى منها.


فصل جديد من القصة سيبدأ و شخصيات جديدة ستدخل مجرى القصة، لذلك ماذا سيحدث يا ترى و هل ستكشف جرائم أيانو بإسم الحب، أم أنها ستذهب مهب الريح كباقيتها، و هل ستعترف لسينباي بحبها ام أن عدوتها اللدودة ستأخذه منها .


لتعرفوا كل هذا لا تفوتوا الرواية.



2021/01/18 · 222 مشاهدة · 10705 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024